دائمًا ما تخطر ببالي هذه القصة، وهي تخص موظفًا كبيرًا في القسم الذي التحقت به فور عودتي من الدراسة، لنسمّي هذا الموظف سعد يسمان. كان سعد يسمان من الموظفين المثاليين والمتفانين في عملهم، ومن أكثر مجايليه كفاءة علمية، طموح، لا يقول "لا" أبدًا لرؤسائه، ويسعى كي يعتلي السلم الوظيفي بخطى ثابتة وخلال فترة زمنية قصيرة (حقه طبعًا). ظنّ سعد – لسذاجته للأسف – أن تحقيق أي منجز يتطلب الاجتهاد أولًا والدراية بمتطلبات النجاح الأخرى. في حالته، كانت هذه المتطلبات غير رسمية وغير معلنة، تتمثل في سلوكيات يجب أن يتحلى بها القائد والتي يُظن أنها جاذبة لموظفي الإدارة العليا. كان سعد الأكثر حظوة ليخلف رئيس القسم في أول فرصة قادمة، ولذلك لم يتوانى أبدًا عن إبراز مهاراته القيادية ضمن شروط الفضاء والمحيط المهني، فبدأ يمارس شتى أنواع الإدارة الدقيقة "micromanagement"، أي مراقبة موظفيه ومتابعة أدق تفاصيلهم، من يصل متأخرًا منهم ومن يغادر مبكرًا، من يمنح نفسه فسحة غداء إضافية، من منهم يكثر من استراحات التدخين، من يتحول مكتبه إلى ديوانية بشكل مستمر. كانت تلك طريقته في إبراز كفاءته الإدارية أمام الإدارة العليا ولكي يُمايز نفسه عن منافسيه، بل كان يدرك وقتها أن أسلوب إدارته هذا تفقده الشعبية عند موظفيه، ففي حين يختار بعض المدراء الآخرين فلسفة إدارية أخرى تتلخص في المسايسة والأخذ والرد، والتسامح في بعض الأمور كي ينالوا نتائج أفضل، وعدم الممانعة في أن يغادر الموظف مبكرًا قليلًا طالما أنهم سعيدون جدًا بأدائه، إلا أن لسعد أولويات مختلفة، إذ قرر التضحية بالشعبية في بيئة العمل وبين موظفيه من أجل بلوغ أهدافه المتمثلة في الصعود والارتقاء الوظيفي.
إلا أن الأمور سارت بشكل سيء للموظف سعد يسمان، إذ تفاجأ بموظف من قسمٍ آخر يحل محل الرئيس السابق الذي ذهب في تكليف طويل، ولم تشفع لسعد تجاربه الإدارية السابقة في تغطية مكان الرئيس ولا كفاءته العلمية والعملية ولا حتى مهاراته الإدارية التحقيطية على مرؤوسيه. ما يهمني في هذه القصة هو التالي. أراد سعد بعد نكبته الكبيرة ويأسه من بلوغ المناصب الإدارية، واستشعار عدم رغبة الإدارة العليا وجوده في السلك الإداري، أن يتجرد من تلك الشخصية الإدارية الصارمة، وأن يصبح الموظف اللطيف الكول وسط بقية الموظفين، ولكن الأمر لم يكن مستساغًا. هناك من تعاطف مع سعد بوصفه الأكفأ والأجدر بالمنصب وخسرانه له لم يكن بإرادته، والبعض الآخر شمت به، وفي هذا الانقسام نستطيع أن نستنبط الكثير فيما يخص تعاطي الناس مع الأنظمة والقيم والبروتوكولات. ولكن لنضع هذا المثال جانبًا الآن ونعود إليه لاحقًا.
يحكي فيلم Dream Scenario قصة بول ماثيوز (نيكولاس كيج)، بروفيسور الأحياء التطورية، متزوج وأب لابنتين. تبدأ قصة بول حين يبدأ الناس بشكل عشوائي رؤيته في مناماتهم، ابتداءً من ابنته ومن ثم طلابه إلى بقية أفراد المجتمع والعالم. ينعكس ذلك بشكل مباشر على حياة بول، فجأة أصبح الناس يتهامسون عند مروره بينهم، ويتناقلون آخر أدواره الحلمية في مناماتهم. يلاحظ بول ذلك، ويتنبه إلى تحوله إلى صورة عالمية مألوفة، يحتفي بهذا الإنجاز الذي لم يشارك فيه على الرغم من انزعاجه من أدواره داخل هذه الأحلام، إذ أن في جميعها وعلى اختلاف سيناريوهاتها يكون دوره دائمًا في الهامش، ولا يقوم بأي رد فعل مهما كان الحدث هائلًا، لا ينقذ ابنته التي بدأت تطير في الهواء، ولا ينقذ أحد طلابه الذي يتعرض لهجوم مميت، هو فقط واقفٌ هناك.. موجود في الحلم، يمشي أو يكنس أو يتجول بلا هدف.
يتحول بول إلى شخصية مشهورة، وتنهال عليه عروض ودعايات وشراكات، حين تعرض عليه إحدى الشركات مقترحات دعائية وبعقود ممتازة، يغضب بول لأنه يرى نفسه أكبر منها، فلا يقبل بإعلان لشركة سبرايت أو أي منتج تجاري آخر، يخبرهم عن رغبته في تأليف كتابه حول إحدى موضوعات تخصصه الأكاديمي، ولكن لا يوافقون إلا مسايرةً له دون اهتمام حقيقي. أخيرًا، تبدأ أدوار بول بالانقلاب تمامًا في الأحلام لتصبح كوابيس، تارة قاتل وأخرى مغتصب، وبسبب هذه الكوابيس يعيش الطلاب صدمات نفسية عنيفة تجعلهم يتجنبونه ويتغيبون عن فصوله الدراسية، ويبدأ المجتمع شيئًا فشيئًا بلفظ بول من الفضاء الاجتماعي ونبذه حتى لم يعد قادرًا على حضور عروض ابنته المسرحية.
من خلال متابعتي لردود أفعال المشاهدين في وسائل التواصل الاجتماعي وIMDB، اكتشفت أن الكثير منهم يتعاطف مع بول، ويرون في الفيلم نقدًا على الشهرة المفاجئة وعواقبها، وعجز الانسان المعاصر على الإمساك بزمام حياته، والكانسل كلتشر، جميل.. مَنّو مَشكَل، ولكن لم أستطع أبدًأ تجاهل احتقاري لشخصية بول واتصافها بما لا أستسيغ، بل أحتقر مثل هذه الشخصيات في الواقع، ولذلك أشهد بعبقرية كاتب هذه الشخصية لأنها استطاع رسم إحدى شخصيات المجتمع الحقيقية بشكل دقيق جدًا.
لندقق النظر في شخصية بول.
الصفة الأبرز في شخصية بول ماثيوز هي شعوره العالي بالاستحقاق. وهذا ما نراه أولًا حيث يبدأ الفيلم بحلم ابنته التي بدأت تطير فجأة ومن ثم سقطت دون أن يحرك والدها ساكنًا. نرى مدى انزعاج بول من دوره في الحلم، ويعبر عن أحقيته بدور أفضل، مستميتًا ومعللًا بأحداث سابقة. كذلك الأمر حين التقى بجمع في فصله مع ممن رأوه في أحلامهم، وصاروا يسردون له مناماتهم، كان ممتعضًا جدًا ويحاول افتعال أدوار أكثر بطوليةً له. والمفارقة، أنه لم يمتعض أبدًا على وجوده في أحلامهم والتي حتى تلك اللحظة كانت تُعد امتيازًا، فهو لم يتعب أو يجتهد كي يظهر في أحلامهم إلا أن ذلك يغيب عن ذهنه بسبب شعور الاستحقاق العالي الذي يلازمه. أي أن وجوده في أحلامهم الذي جاء عشوائيًا دون جهد أمر مستحق، بل يستحق أدوارًا أفضل حتى. وفي مشهد آخر، يلتقي بول بإحدى الباحثات ويطلب منها أن يُدرج كشريك في البحث الذي قامت به، فقط لأنه اقترح الفكرة دون تطوير أو معالجة، وأنه كان ينوي كتابة البحث دون أن يفعل ذلك على الإطلاق. يظن بول أن اقتراح الفكرة كافٍ للحصول على الامتياز، وتلك أيضًا إحدى سمات أصحاب الاستحقاق العالي، الرغبة في المردود الضخم مقابل الجهد والمساهمات الضئيلة جدًّا.
الصفة الأخرى في بول والتي تتكامل مع الأولى، هي الكسل. يختار دائمًا من يمتلك شعورًا عاليًا بالاستحقاق التركيز والتدقيق والمناقشة في هذه الاستحقاقات كما فعل بول مع الباحثة، "يكاسرها" على ذكر اسمه في البحث مقابل الفكرة، ويتفاوض هنا على مردود مقابل نصف أو ربع عمل، هوس صاحب الاستحقاقات العالية بها نابع من رغبته في سلك الطريق الأسهل، ولو استثمر عشر معشار هذا الجهد لكفاه في كتابة وإنهاء الكتاب أو إنجاز العمل. وقضيته الكبرى في هذا الفيلم، وربما إنجازه الأكبر لم يكن مساهمًا فيه، ولذلك كان مغريًا جدًّا بالنسبة له امتلاك هذه الحفاوة إذ تشكل الاستثمار الأمثل، مردود ضخم جدًّا بلا مساهمة على الإطلاق. كسل بول يتمثل في عدة مناسبات كما ذكرت في مسألة الكتاب وكذلك الأحلام، بالإضافة إلى جملة أضحكتني قالها بول في إحدى المشاهد مع زوجته التي اتهمته مازحة بممارسته علاقة غرامية في الخفاء مع صديقته السابقة: " هل تظنين أستطيع تحمل العبء العاطفي/النفسي للعلاقات الغرامية السرية؟"، أي أن ردة فعله الأولى والمباشرة تجاه رفض الخيانة لم تكن أخلاقية، بل معزوّة إلى كسله.
الصفة الأخيرة وبها يكتمل هذا البكج المنفّر لأي شخص هي الاتسام بالعجز، حتى لو اضطر إلى تلبسه وادعائه. يود الكسول أن يتحصل على استحقاقات ومنافع دون أن يبذل جهدًا، وحين لا يحصل ذلك – وهو المرجح – يبدأ في التعليل والتبرير، ويكون تبريره الأول أن الظروف أكبر منه، وأنه لا يمتلك زمام حياته، وأي عَرَض حياتي هو ظروف قاهرة. ينتظر أي زلة لينهار حتى لو كانت سقوط الشابورة في كوب الحليب. لا يتصرف مثل هذا الشخص كمسؤول عن حياته، هناك دائمًا قوى خفية واعتبارات ميتافيزيقية كونية تتآمر عليه، وتخسف بطالعه، وتترصد له. يحب مثل هذا الشخص الأمور الغيبية والمبهمة، ويكثر من قول أشياء مثل "والله مدري وش سويت عشان يصير لي كل هذا؟!" ولوم الحظ كي يلقي بالمسؤولية على خيال مبهم لا يمكن القبض عليه ويتملص هو منها، ويصدّق بانعدام الفرص والحلول لأنه لا يرغب في دفع كلفة إيجادها، كل من حوله في ظروف أفضل منه فقط لأنه يود تصديق ذلك. يظن بسبب شعوره العالي بالاستحقاق أن الحياة مدينة له بسلسلة أحداث مرتبة ومنظمة ومثالية مثل ألعاب الفيديو، يتوقع سيناريو يناسبه، وحين تخيب توقعاته ينهار مباشرة. والحدث العشوائي الرئيس في الفيلم أبرز هذه الصفات الثلاث لدى بول على نحو دقيق وذكي ومسلّ.
سيكون من الإجحاف مقارنة بول ماثيوز بسعد يسمان، فالأخير مكافح ونشيط ومجتهد، بل تتعارض الشخصيتان في الصفات السابقة التي ذكرت، ولكنهما فيما يتعلق بتعاملهما مع قيم وأنظمة وبروتوكولات الوضع الراهن لأي فضاء، فهما متطابقان. نجد أنفسنا في شتى مجالات الحياة أمام خيارات تتفرع من هذين الخيارين: الانخراط في اللعبة بشروطها أو رفضها ونقدها من الخارج. ما قام به سعد يسمان، سواء بوعي منه أو بغير وعي، هو القبول بقوانين اللعبة والالتزام بشروطها، قرر أن يضع اعتلاء السلم الوظيفي أولوية على قيمه الأخرى، وقَبِل بالمتطلبات على حساب كل شيء آخر، ولذلك حين خسر، لم يكن لدى الكثير أي مبرر أو داعٍ للتعاطف معه، "كان يعرف ما أقدم عليه" وقرر عدم انتقاده عندما كانت لديه الفرصة على ذلك، وعليه يسقط حقه في النقد بعد ذلك، وخصيصًا بعد الخسارة إذ سيظهر نقدك في موقف ضعيف جدًا بوصفك منتقم أو ساور لوزر.. أو بكّاية.
الأمر في حال بول أسوأ بكثير، قد نستطيع في حال سعد التذرع بجدارته، أما بول فعن أي جدارة نتحدث؟ ما حدث لبول هو أمر عشوائي كان بإمكانه تجاهله، لكنه قرر الانخراط فيه وبشروطه تمامًا كما فعل سعد. دخوله اللعبة هو إقرار ضمني بمسؤولية تحمل العواقب مهما كانت النتائج، بل ما فعله بول غريب أيضًا إذ رغب في الانتفاع في مجال لم يكن سببًا لشهرته حتى. عرضت عليه الشركات فرصًا تناسب سبب شهرته، لكنها رفضها لأنه يريد أن ينتفع بالفرصة في سبيل مطالب أخرى. كان مستعدًّأ لتحويش كل المنافع لكنه لم يكن مسؤؤلًا حين انقلبت الأمور عليه، ومرة أخرى.. يخسر مثل هؤلاء التعاطف حين يخسرون موقفهم القوي في نقد النظام/السستم قبل تماهيهم معه. وبما إن الفيلم حول سيناريو محدد، سأستعرض السيناريوهات المحتملة الأخرى، لنسنيِرَها معًا.
السيناريو المفترض الأول في حال بول هو التالي: يتنبه بول للحادثة الغريبة المتمثلة في ظهوره في أحلام الناس، ولكن يتجاهل بول كل ذلك، ويركز على حياته وأهدافه وما يريد أن يحقق، تُعرض عليه المقابلات التلفزيونية لكنه يتجاهلها فليس لديه ما يقوله حول الموضوع، فالأمر بالنسبة إليه إما أن يبحثه علميًا وأكاديميًا وعدا ذلك مجرد بهرجة. في هذه الحالة، يكون بول قد رفض كل منفعة محتملة من هذه الحادثة، ولم ينخرط في الحدث على الإطلاق، تمامًا كظهوره في هذه الأحلام. وبالتالي، حين تنقلب الأحداث يكون موقفه أقوى وصاحب اليد الطولى في المحاججة، فالأمر لا يعنيه ولم ينخرط فيه ولم ينتفع منه، موقفه منذ البداية كان رافضًا، وعليه فليس لأحد أي حق تجاه بول، لم يعنيه الأمر سابقًا ولا يعنيه الآن، وأي ضرر يقع على بول يجعله محل تعاطف الجميع بلا استثناء.
السيناريو المفترض الثاني: ينخرط بول في اللعبة، وحين يصل إلى أوجّ شهرته، ووسط انتفاعه من كل ذلك يقرر أن ينتقد النظام والوضع القائم على الرغم من انتفاعه منه، ويقرر ترك كل هذا وراءه، ويبدأ في تفصيل نقده حول كل القيم والبروتوكولات وديناميات القوى التي أنتجت مثل هذه القيم. في هذه الحالة، يكون موقف بول أيضًا قويًا فهو بالرغم من انتفاعه من النظام والوضع الراهن إلا أنه لا زال يؤمن بإمساكه بزمام أمور حياته، ومسؤول عن قراراته، وبما أنه انخرط في اللعبة فهو كفؤ لنقدها وإظهار عيوبها وتبعاتها. ينال هنا بول أيضًا تعاطف الناس معه على كل الخسارات التي ستلحق به، فهو فرد لديه ما يقف من أجله وليس رخمة تتقاذفه المنفعة البراغماتية في أي لحظة وتحت أي ظروف، كما لو كان مرتزق مستعد أي يبدل جلده لمن يدفع له أكثر.
لا داع لتكرار ما قام به بول وإعادة سيناريو الفيلم، وسرد قراره الذي – للأسف – أظنه سيكون قرار السواد الأعظم من الناس، ولكن أرغب بالإشارة هنا إلى عدم ارتباط الأمثلة السابقة بالاستشراف والمثالية، أتفهم تمامًا عدم اتخاذ الناس قرار النقد فيما يتعلق بمتطلبات حياتهم الأساسية، لا أتوقع أن ينتقد أحدهم ما جرت عليه القيم العالمية اليوم من اعتماد نظام العمل بالأجرة والبيروقراطية وغيرها من خلال اعتزاله هذه الحياة والجلوس في البيت دون عمل، هذا هراء بلا شك، ولا يتوقع منك أحد أن تقوم بما قد يعود بالضرر البالغ والمباشر على أمانك وسلامتك، ما أقصده هو انخراط الفرد في لعبة المنفعة في كل فرصة ممكنة، أتحدث هنا عمن هو مستعد دائمًا لقول وفعل أي شيء كي يتحصل – مثلًا – على دعوة ثقافية هنا أو استضافة هناك، أو الحصول على وظيفة جانبية وبمبلغ بسيط يستطيع الزهد فيه على حساب نقد السستم الذي أنتجه.
لابد من الإشارة هنا إلى لبْس قد يخطر ببال القارئ. أليس هناك أنظمة وديناميات قوى كفيلة أن تجعل من الفرد ذاتًا مسحوقة بخيارات محدودة؟ بلا شك! انخراط الفرد في أي سستم أو نظام لا يعني فقدان أحقيته في نقده، بل قد يكون ذلك هو الأسلم والخيار الآمن، لابد أن يعي الفرد أنه يقوم باتخاذ قرارات طوال حياته سواءً وعيَ بذلك أم لم يعِ. هل تتذكرون مشهد شيغور في بقالة المحطة في فيلم "لا وطن للعجائز"؟ مشهد عظيم أنصحكم بمشاهدته، يطلب شيغور من البائع أن يختار بين الصورة والكتابة بعد أن رمى العملة وغطاها بيده، قال البائع "لم أضع شيئًا أراهن عليه" فرد عليه شيغور "بل فعلت.. وكنت تفعل ذلك طوال حياتك لكن لم تكن تعلم"، واللطيف أيضًا أنه كان يصر على أن يقوم البائع بالاختيار لأنه لا يستطيع أن يقرر عنه لأن ذلك لن يكون عادلًا، أنت من يقرر لأنك أنت من سيتحمل المسؤولية.
نعم نقوم باتخاذ القرارات في حياتنا، ونراهن على عواقبها، ونقوم بحساب حظوظنا على مقياس المنفعة أيًّا كان تعريفنا لها، وفي كل الأحوال فإننا مسؤولون عن قراراتنا. نقرر إذا ما كان من الأنفع نقد السستم أو الانخراط فيه، أو الانخراط فيه بحذر وعدم قبول كل شروطه، نقرر إذا ما أردنا النجاح في النظام إلى حد نستطيع فيه انتقاده، أو النجاح فيه لامتلاكه وتطويعه لصالحنا، وفي كل هذه الخيارات، أنت من سيشيل الشيلة، إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر. إن رغبت في نيل تعاطف الناس، فعليك أن تضيف ذلك في حساباتك لتكون في الجانب السليم من المعادلة.